الثلاثاء، 3 مايو 2011

كيف تكاثر أبناء أدم ؟







لم يتعرض القرآن الكريم لكيفية تكاثر ذرية آدام (ع) بشكل تفصيلي 
وهل أن أولاد آدم تزوجوا من بعضهم البعض؟؟؟
أم أنهم تزوجوا من حوريات؟؟؟
أو من جن؟؟؟
وماهي كيفية تكاثرهم؟؟؟
مما اثارة الكثير من الاحتمالات


التي برزت لتبرير تناسلهم والتي منها :-


الاحتمال الاول : أن يكون التناسل والتكاثر نتيجة نكاح الأخ من أخته!!!...

الاحتمال الثاني : أن يكون التناسل والتكاثر من خلال تزويج كل ذكر وأنثى بحوري او حوراء انزلت من الجنة ...


 وقد وقع الخلاف بين أعلامنا في تحديد أيهما ، فالسيد عبد الاعلى السبزواري(قده)، بنى على أن التكاثر والتناسل كانت طريقته ما جاء في الاحتمال الثالث، وقد دعاه إلى ذلك بطلان الاحتمال بنظره، ويستطرد رحمة الله ان الأمور القبيحة أصول ثابتة لا يتدخل فيها الزمان ولا المكان، فيحدثا فيها تغيراً، فالسرقة مثلاً، أو شرب الخمر، وما شابه أمران من الأمور القبيحة التي لا يتصور أن يأتي زمان أو يوجد مكان يحكم بحسنهما، وكذا نكاح الأخت فهو من الأمور القبيحة التي لا يتصور أن يأتي زمان أو يوجد مكان يحكم فيه بجواز نكاح الأخت. وببطلان هذا الاحتمال ، يتعين عندها وفقاً للقسمة المنطقية ، ثم أشار إلى أن التجسد الروحاني لا ينحصر في خصوص الإناث، بحيث يكون المتجسد هن الإناث للذكور، بل يشمل تجسد الذكور أيضاً للإناث .. 

عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر الباقر(ع) قال: إن آدم ولد له أربعة ذكور، فأهبط الله إليهم أربعاً من الحور العين، فزوج كل واحد منهم فتوالدوا، ثم إن الله رفعهن وزوج هؤلاء الأربعة أربعاً من الجن، فصار النسل فيهم، فما كان من حلم فمن آدم(ع)، وما كان من جمال فمن قبل حور العين، وما كان من قبح وسوء خلق من الجن...

اما ماذهب اليه السيد العلامة الطباطبائي (قده) هو الاحتمال الثاني، ومن خلال قوله تعالى:- (وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً) لأن المستفاد من الآيات الشريفة أن النسل الموجود من الإنسان إنما ينـتهي إلى آدم وزوجته، من غير أن يشاركهما في ذلك غيرهما من ذكر أو أنثى، ولم يذكر القرآن للبث إلا إياهما، ولو كان لغيرهما شركة في ذلك لقال: وبث منهما ومن غيرهما، أو ذكر ذلك بما يناسبه من اللفظ، ومن المعلوم أن انحصار مبدأ النسل في آدم وزوجته يقضي بازدواج بينهما .

وأما الإشكال بأن زواج الإخوان بعضهم ببعض محرم في الإسلام، وكذا في الشرائع السابقة ، فإنما هو حكم تشريعي يتبع المصالح والمفاسد، وليس حكماً تكوينياً لا يقبل التغير، وزمامه بيد الله سبحانه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد فمن الجائز أن يبيحه يوماً لاستدعاء الضرورة ، ثم يحرمه بعد ذلك لارتفاع الحاجة....
اما ما ذهب الية ابن كثيرفي تفسيرة الكبير حول هذه المسألة:-
إن الله تعالى شرع لآدم عليه السلام أن يزوج بناته من بنيه لضرورة الحال وقال ان آدم علية السلام كان يولد له في كل بطن ذكر وأنثى فكان يزوج أنثى هذا البطن لذكر البطن الآخر، قال السدي فيما ذكر عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم أنه كان لا يولد لآدم مولود إلا ومعه جارية فكان يزوج غلام هذا البطن جارية هذا البطن الآخر ويزوج جارية هذا البطن غلام هذا البطن الآخر( تفسير ابن كثير سورة المائدة)

اما ما ذهب اليه البعض الى تزويج ابناء او بنات آدم من الجن؟؟

فأن المعروف ان عالم الجن يختلف بطبعه وخصائصه عن عالم الإنس ، ومن ثم كان لكل منهما عالمه الخاص به وقوانينه التي تحكمه ،وأن التجانس بينهما أمر مستبعد ، لكنه ليس بمستحيل عقلا أو واقعا، والظاهر أن التناكح بين الجن والإنس بالرغم مما بينهما من الاختلاف ، أمر ممكن عقلا ، وقد اختلف العلماء في هذه المسألة ، فمنهم من رأى إمكانية ذلك ، ومنهم من رأى المنع ، والراجح إمكانية حدوث ذلك في نطاق محدود ، بل هو نادر الحدوث...

اما ما ذهب اليه ابن تيمية : ( وقد يتناكح الإنس والجن ، وهذا كثير معروف ، وقد ذكر العلماء ذلك وتكلموا عنه ، وكره أكثر العلماء مناكحة الجن ) ( مجموع الفتاوى - 19 / 39 )

اما ماذهب الية الطبري في تفسيره معقبا على قوله تعالى : ( فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) ( سورة الرحمن – الآية 56 ) وعني بالطمث هنا أنه لم يجامعهن إنس قبلهم ولا جان ( جامع البيان في تأويل القرآن - 27 / 87 )

وذكر الطبري روايات على ذلك فقال في تفسير قوله تعالى : ( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) حيث يقول : لم يدمهن إنس ولا جان ، تدل على إمكان وقوع النكاح بين الجن والإنس وفيها : فإن قال قائل : وهل يجامع النساء الجن ؟ فيقال : لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ) ( جامع البيان في تأويل القرآن - 27 / 87 ، 88 )

اما الفخر الرازي فقد ذكر في تفسيره :( ان الجن لهم أولاد وذريات ، وإنما الخلاف في أنهم : هل يواقعون الإنس أم لا ؟ والمشهور أنهم يواقعون ، وإلا لما كان في الجنة أحساب ولا أنساب ، فكان مواقعة الإنس إياهن كمواقعة الجن من حيث الإشارة إلى نفيها ) ( التفسير الكبير – 29 / 130 ) ..

وينقل العياشي في تفسيرة عن الامام الصادق عليه السلام (( قال ان آدم ولد له أربعة ذكور فاهبط الله إليه أربعة من الحور فزوج كل واحد منهم واحدة فتوالدوا ثم ان الله رفعهن وزوج هؤلاء الأربعة أربعة من الجن فصار النسل فيهم، فما كان من حلم فمن آدم وما كان من جمال فمن قبل الحور العين وما كان من قبح أو سوء خلق فمن الجن)) .

وفي الاحتجاج عن السجاد عليه السلام يقول ان رجلا من قريش سالة فاجاب عليه السلام لما تاب الله على آدم واقع حواء ولم يكن غشيها منذ خلق وخلقت، إلا في الأرض وذلك بعدما تاب الله عليه قال وكان يعظم البيت وما حوله فكان إذا أراد أن يغشى حواء خرج من الحرم وأخرجها معه فإذا جاء الحرم غشيها في الحل ثم يغتسلان اعظاما منه للحرم، ثم يرجع الى فناء البيت قال فولد لآدم من حواء عشرون ذكرا وعشرون انثى يولد له في كل بطن ذكر وأنثى فأول بطن ولدت حواء هابيل ومعه جارية يقال لها اقليما، قال وولدت في البطن الثاني قابيل ومعه جارية يقال لها لوزاء ،وكانت لوزاء أجمل بنات آدم قال فلما أدركوا خاف عليهم آدم الفتنة فدعاهم إليه، وقال اريد أن انكحك يا هابيل لوزاء وأنكحك يا قابيل اقليما قال قابيل ما أرضى بهذا أتنكحني اخت هابيل القبيحة وتنكح هابيل اختي الجميلة؟؟؟

قال فأنا أقرع بينكما فإن خرج سهمك يا قابيل على لوزاء أو خرج سهمك يا هابيل على اقليما، زوجت كل واحدة منكما التي خرج سهمه عليها قال فرضيا بذلك فاقرعا قال فخرج سهم قابيل على اقليما اخت هابيل وخرج سهم هابيل على لوزاء اخت قابيل قال فزوجهما على ما خرج لهما من عند الله قال ثم حرم الله تعالى نكاح الاخوات بعد ذلك..

ثم قال: ان آدم ولد له سبعون بطنا في كل بطن غلام وجارية إلى أن قتل هابيل فلما قتل هابيل جزع آدم على هابيل جزعا قطعه عن اتيان النساء فبقي لا يستطيع أن يغشى حواء خمسمائة عام ثم تجلى ما به من الجزع فغشي حواء فوهب الله له شيثا وحده وليس معه ثان واسم شيث هبة الله وهو أول وصي أوصى إليه من الآدميين في الأرض.

ثم ولد له من بعد شيث يافث ليس معه ثان فلما جرى به القلم من تحريم ما حرم الله عز وجل من الاخوات ،فأمر الله عز وجل آدم أن يزوجها من شيث فزوجها منه ثم أنزل بعد العصر من الغد حوراء من الجنة اسمها منزلة، فأمر الله عز وجل آدم أن يزوجها من يافث فزوجها منه فولد لشيث غلام وولد ليافث جارية فأمر الله تعالى آدم حين أدركا أن يزوج ابنة يافث من ابن شيث ففعل وولد الصفوة من النبيين والمرسلين من نسلهما ومعاذ الله أن يكون ذلك على ما قالوا من أمرتزويج الاخوة بالاخوات..

ومنها: ((ما رواه زرارة عن أبي عبد الله(ع): كيف بدأ النسل من ذرية آدم؟ قال: عندنا أناس يقولون إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى آدم(ع) أن يزوج بناته من بنيه، وأن هذا الخلق كلهم أصله من الأخوة والأخوات، قال أبو عبد الله(ع): سبحان الله تعالى عن ذلك علواً كبيراً، من يقول هذا؟ إن الله عز وجل جعل أصل صفوة خلقه وأحبائه وأنبيائه ورسله والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات من حرام، ولم يكن له من القدرة ما يخلقهم من الحلال!!وقد أخذ ميثاقهم على الحلال والطهر الطاهر الطيب، والله لقد نبئت أن بعض البهائم تنكرت له أخته، فلما نزا عليها ونزل كشف له عنها وعلم أنها أخته أخرج غرموله، ثم قبض عليه بأسنانه ثم قلعه ثم خرّ ميتا))



رأي أخر :


خلق آدم :

فإنّ الله تعالى خلقَ آدم وحوّاء على جبلٍ من تلك الجبال التي كانت سيّارات وتمزّقت ، ثمّ نزلا من الجبل إلى الأرض المستوية فتناسلوا وتكاثروا وانتشروا في ألأرض . قال الله تعالى في سورة البقرة {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ}، فالجنّة هي البستان والمزرعة ، قال الشاعر :

كانت لهم جنّةٌ إذ ذاكَ ظاهرةٌ فيها الفراريس والفومان والبصلُ

وقال الله تعالى في سورة المؤمنون {فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ} بعني بساتين من نخيلٍ وأعناب ، فالجنّة التي كان آدم يسكنها كانت فوق جبلٍ من تلك الجبال التي سبق الكلام عنها . والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة طه {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ..إلخ } يعني اهبطا من الجبل إلى الأرض المستوية ، فالهبوط معناه النزول من محلٍّ مرتفع إلى محلٍّ منخفض ، كقوله تعالى في قصّة نوح في سورة هود {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ} فهبوط نزح كان من الجبل إلى الأرض المستوية لأنّ السفينة رسَتْ على جبل الجودي .

فإنّ الله تعالى خلقَ آدم وحوّاء من تلك الرمم البالية التي في ذلك الجبل ، قال الله تعالى في سورة الحجر {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ}، فالصلصال هو الطين ، والحمأ معناه الأسود ، والمسنون معناه المنتنّ ، أي من طين أسود منتنّ ، وذلك لأنّ مياه الأمطار لَمّا نزلَتْ على تلك الأتربة التي هي من بقايا الرمم البالية صارت طيناً وانتنّتْ ، فخلَقَ الله تعالى من ذلك الطين آدم وحوّاء . وقال تعالى في سورة ص {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ} .



[أجناس البشر الأربعة]

ثمّ إنّ آدم لم يكن أوّل بشرٍ خلَقَه الله تعالى على هذه الأرض بل خلَقَ قبله من البشر ما لا يُحصى ولا يعدّ ، والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة البقرة {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} ، فالخليفة هو الذي يخلف ما قبله كقوله تعالى في سورة يونس {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} ، فلو لم يكن قبل آدم بشر لَما سمّاه الله خليفة ، والدليل الثاني قول الملائكة [ كما في الآية التالية ] : {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} ، فإنّ الملائكة لا يعلمون الغيب فكيف عرفوا أنّ أولاد آدم يُفسِدون في الأرض ويسفكون الدماء لو لم يَرَوا ذلك مِمّن مضى قبل آدم .

ثمّ إنّ البشر الموجودين اليوم على أرضنا ليس كلّهم من آدم بل من أربعة أشخاص ، فأحد هؤلاء الأربعة أبونا آدم ، والثاني أبو السودان ، والثالث أبو الهنود الحمر ، والرابع أبو الصينيّين . فالذين ركبوا في السفينة مع نوح كانوا من أنواع البشر الأربعة وليسوا كلّهم من آدم ، والدليل على ذلك قوله تعالى سورة هود {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ} .

وقال الله تعالى في سورة الرحمن {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} ، قال المفسِّرون أنّ الآية تُشير إلى شروق الشمس صيفاً وشتاءً ، وكذلك غروبُها يختلف وقت الصيف عن وقت الشتاء . وأقول ليس المراد بذلك شروق الشمس وغروبها ولا المكان الذي تُشرق عليه الشمس أو تغرب ، بل المراد بذلك البشر الذين يسكنونَ جهةَ المشرق والذين يسكنون جهة المغرب ، وهما نوعان يسكنان جهة المشرق : الجنس الأبيض وهم أولاد آدم والجنس الأصفر وهم أهل الصين . وكذلك الذين يسكنون جهة المغرب وهما الجنس الأسود وهم الحبشة والسودان ، والهنود الحمر وهم سكّان أمريكا الأصليّين ، فهذه أربعة أجناس .

وتعليل ذلك أنّ النيازك التي نَقَلَت الحياة إلى أرضنا هي أربعة ، وكانت من أربعة سيّارات متمزّقة ، فسقط كلٌّ منها على قطرٍ من أقطار الأرض ، فخلق الله تعالى من كلّ نيزك نوعاً من البشر ، ولذلك أصبح الجنس البشري أربعة وهم :

1. الجنس الزنجي : - ويمتاز أفراده بشعرهم المجعّد ، وبشرتِهم السوداء وأنفهم الكبير المفرطَح ، وشفاهِهم الغليظة ، وأعينِهم البارزة ، وأسنانِهم الكبيرة . وأفراد هذا الجنس هم سكّان أفريقيا الوسطى والجنوبيّة وتسمانيا وأستراليا والفلبين .

2. الجنس المنغولي : - ولِهؤلاء شعر أسود سبِط وبشرة صفراء ، ووجه مدوّر بارز الوجنات ، وأنف صغير ، وأعين عميقة ، وأسنان متوسّطة الحجم ، وهم سكّان آسيا الوسطى والشماليّة والتركستان والإسكيمو والملايو.

3. الجنس الأحمر : - وهم الهنود الحمر سكّان أمريكا الأصليّين .

4. الجنس القوقاسي : - ويتّصف أفراده بِشعرٍ ناعم سبِط أو متجعِّد قليلاً أشقر أو أسود وبشرة بيضاء أو سمراء ، ولِحى كاملة ، ووجنات غير بارزة ، وأنف متوسّط الحجم ، وأسنان صغيرة ، وهم سكّان أوروبا وشمال أفريقيا وغرب آسيا وجنوبِها .

فالجنس القوقاسي من نسل آدم ، وأمّا الثلاثة المتقدّمة فلكلٍّ منهم أب خاصّ ، فإنّ الله تعالى خلقَ هؤلاء الثلاثة قبل أن يخلق آدم بِآلاف السنين ، ولذلك صار آدم خليفة لأنّ الله تعالى خلَقَه بعدهم . ومِمّا يؤيّد هذا قوله تعالى في سورة هود في قصّة نوح : {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} ، فقوله تعالى {وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ} يعني وعلى الأجناس الأخرى الذين ركِبوا معك في السفينة ، وكان بعضهم من الجنس الأسود وبعضهم من الجنس الأصفر .

وإنّ أولاد آدم تزوّجوا من بنات الصينيّين ومن بنات السودان ، والشاهد على ذلك قوله تعالى في سورة الفرقان {وَهُو الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا} ، فقوله تعالى {خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا} يعني أولاد آدم خلَقَهم من ماءٍ دافق وهو النطفة ، وقوله {فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا} النسب هم أقرباؤك ما تناسل من جدِّك ، يعني أعمامك ؛ والصهر أخوالك ، يعني الذين اتّصلوا بكَ بِالمصاهَرة أي بِالزواج فأخذتَ منهم امرأة أو أعطيتّهم امرأة ، والشاهد على ذلك قول حسّان بن ثابت الأنصاري :

يعتادُني شَوقٌ فأذكرُها من غيرِ ما نسبٍ ولا صِهرِ

يعني ليس بيني وبينَها قرابة ولا مصاهَرة . وقال امرؤ القيس :

لأخٍ رَضيتُ به وشاركَ في الأنسابِ والأصهارِ والفضلِ

فأولاد آدم يرجع نسبُهم إلى آدم ولكنّهم صاهَروا الأجناسَ الأخرى فاختَلَطوا ، فتزوّجَ بعضُهم مِن بنات الصين الجنس الأصفر فصار صِهراً لَهم ، وتزوّج بعضُهم من الجنس الأسود فصار صِهراً لَهم . وإنّ أكرمَهم عند الله أتقاهم . وقال تعالى في سورة الرحمن {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} .



س  : إذا كانت البشر من أربعة أجناس ولم تكن كلّها من آدم ؛ إذاً فما معنى قوله تعالى في سورة النساء {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا .. إلخ } ؟

ج : كان الخطاب موجَّهاً في بادئ الأمر لِقريش فقط ، أي لأهل مكّة ومَن حولَها وليس لجميع سكّان الأرض ، ويؤيِّد ذلك قوله تعالى في سورة الأنعام {وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا} يعني مكّة ومَنْ حولَها . والدليل على أنّ الخطاب كان لأهل مكّة قوله تعالى في سورة التوبة {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ } يعني من عشيرتكم ومن لغتكم ومن بلدتكم فلماذا تنكرون عليه قوله وقد تعلمون أنّه الصادق الأمين . فكان الله تعالى إذا خاطب أهل مكّة قال {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} ، وإذا خاطب أهل المدينة قال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ} . وبعد ذلك شمل جميع أهل الحجاز ثمّ جميع المدن الإسلاميّة ، أمّا اليوم فيكون إنذاراً لجميع الناس .

ويؤيِّد ما ذكرناه قوله تعالى في سورة الإسراء {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} ، فإنّ الله خصّ بني آدم بالتفضيل على سائر البشر ، ولو أنّه تعالى أراد بذلك تفضيل البشر على سائر الحيوانات كما ذهب إليه بعض المفسّرين لقال : ولقد كرّمنا البشر وحملناهم في البرّ والبحر . وقال تعالى في سورة الفرقان {وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا} .

{لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا} ، فكلمة {أَنَاسِيَّ} جمع أناس ، فلو كان البشر كلّهم من آدم لقال تعالى : ونسقيه أنعاماً وأناساً كثيراً ؛ فالإنسيّ هو البشر ، ومن ذلك قوله تعالى في سورة مريم حاكياً عن قول المسيح لأمّه مريم {فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا} يعني لن أكلِّم بشراً .

كما قال تعالى في سورة المدثر{لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ . عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } ؛ لأنّ الأجرام السماويّة تراها البشر كلّها لا بني آدم خاصّةً ، ثمّ لو أنّه تعالى كرّم البشر كلّهم على سائر خلقه إذاً لم يجعل فرقاً بين الحرّ والعبد بقوله تعالى في سورة البقرة {الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ} ، فجعل سبحانه فرقاً في القصاص بين الحرّ والعبد .


فهل يعقل ان يكون تناسلنا من حرام ؟؟؟ 
وهل يصعب على الله عز وجل ان يخلق أجناس اخرى ؟
وهل من المعقول ان يحلل الله سبحانه وتعالى أمراً ثم يحرمه ؟
-ان حلال الله حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامه .
وسبحان الله قادر على كل شيء , لا علم لنا الا ما علمتنا .



 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق