فتاة على الطريق
-امجد ... امجد ارجوك خفف السرعه , انا لا احب القيادة السريعه وبالاخص في الليل .
-حسنا يا بسمة ساقلل السرعه , فأنا اعرفك تخافين حتى من ظلك .
-لاتقل ذلك .
-ما رايك لو ظهر لنا وحش او شيطان هنا على الطريق حيث السماء المظلمة والاشجار الكثيفة على جانبي الطريق .
-ارجوك يا امجد توقف عن قول ذلك , ثم انك لا تؤمن بوجود الشياطين والارواح .
-كلا انا اؤمن بوجودها لكن لا اؤمن برؤيتها فهي لا تظر للناس كما يزعم البعض عن انها ظهرت له .
-انا اخالفك الرأي .
-حسناً كل ما اتمناه ان لا تري شيء من هذا كي لا ترعبيني معك.
قال ذلك وهو يطلق عدة ضحكات لاخراج بسمة من التفكير في ما قاله , ثم اردف يقول :
-آه بسمة هل ترين تلك الفتاة التي تقف على جانب الطريق .
-اجل رأيتها ,لكن مالذي جاء بها الى هنا في هذا الوقت , مسكينة هذه الفتاة .
-حسنا اذا فلنسئلها لعلها ترغب في ان نقلها الى مكان ما في طريقنا .
-انا لا احبذ هذه الفكرة قد تكون مع احدى العصابات التي تقف في الطرق الخارجية كي يسرقوا المارة في الطريق .
-لابد ان تقولي ذلك فانت لطالما تفسرين كل شي تبعاً لمخاوفك .
وعندما اقترب امجد من الفتاة توقف قريبا منها وانزل زجاج نافذة السياره القريبه من بسمة وسأل الفتاة فيما اذا ارادت ان يقلها الى مكان ما لكنه استغرب مما فعلته الفتاة فقد ظلت واقفه محلها تحدق بهم ولم تنطق بأي كلمة ,فاعاد امجد سؤاله عندها ردت عليه الفتاة والفزع يسيطر عليها وقالت :
-ارجوكم اوصلوني الى منزلي فهو قريب .
قالت ذلك بعد ان فاضت عينيها بدموع كلها الم وفزع .
-حسنا اركبي سأوصلك .
قال امجد ذلك واردف قائلاً .
-عذرا على كلامي هل هنالك شيء يممكني ان اساعدك فيه ؟
-مالذي تقوله ... لا تقحم نفسك في امور لا تخصك .
همست بسمة بهذه الكلمات لامجد احتجاجا على ما قاله .
-لا اشكرك كل ما يمكنك فعله هو ان توصلني الى منزلي .
وساد سكون مروع بينهم بضع لحظات فكسر امجد هذا السكون وقال :
-اعرفك بنفسي انا امجد وهذه زوجتي بسمة .
فأستغرب امجد من عدم رد الفتاة باي كلمة وسئلها .
-وانت من تكونين ومالذي جعلك تقفين في هذا الطريق المظلم في مثل هذا الوقت ؟
عندها ردت عليه الفتاة :
-لا اعتقد انك تحب ان تعرف لكني ساعلم بأسمي فقط ( ايناس شريف )
قالت ذلك واعادة نفس ذلك السكون المرعب الذي ساد قبل لحظات , ثم نبهت امجد ان يقف على جانب الطريق حيث منزلها .
فاوقف امجد سيارته ونزلت الفتاة وتوجهت الى الى نافذة بسمة وقالت :
-لايجب عليك ان تقل كل من تراه يقف على الطريق الخارجي في مثل هذا الوقت .
استغرب امجد وبسمه مما قالته هذه الفتاة من كمات بدل ان تشكرهما على التوصيله وزاد استغرابهما من ذلك المنزل المشيد وسط هذه الارض المنعزله , فتابع امجد طريقه بعد ذلك حتى اوقف سيارته عند احدى المحطات الموجوده على جانب الطريق للتزود بالوقود , فقالت بسمة :
-حسنا اذا انا سادخل المحل لكي اشتري بعض الحلوى والمشروبات .
-حسنا ساتبعك بعد ان ازود السيارة بالوقود .
وجد امجد بسمة محمله بالحلوى والمشروبات في المحل بعد ان اتم تزويد سيارته وطلب من صاحب المحل علبة سجائر مارلبورو,فناوله صاحب المحل العلبة ,وعندها ناولت بسمة صاحب المحل ما كانت محمله به كي يجمع الحساب ,وقالت تحدث الرجل :
-اتعجب من وجود اناس يسكنون في مثل هذه الاماكن البعيدة المنعزله.
فرد عليها صاحب المحل :
-انا اسكن في قرية على بعد 30 كيلومترا من هنا وهنا عملي .
-حسنا ولكن ذلك المنزل منعزل تماما .
-اي منزل تقصدين يا سيدتي ؟
-المنزل الذي يبعد 10 كيلومترات تقريبا قبل المحطه .
-اه لقد عرفته لكنه منزل لا يسكنه احد منذ خمس سنوات .
فرد عليه امجد معترضاً :
-كيف ذلك ونحن اوصلنا صاحبة المنزل قبل دقائق الى ذلك المنزل ؟!
-اوصل من الى هناك ؟
-لقد كنا نسير فلاحظنا وجود فتاة على الطريق فطلبت مني ان اوصلها الي منزلها , فاوصلناها الى ذلك المنزل .
فقالت بسمة :
-اجل هذا صحيح ... حيث انها كانت تدعى ايناس شريف .
-وهل انت متأكد من الاسم ؟
-اجل كل التاكيد .
-هل يمكنك وصف تلك الفتاة لي ؟
-انها فتاة في مقتبل العمر كانت ذات واسعتين وشعر اسود طويل رشيقة حلوة الملامح .
فسكت الرجل برهة وقد بانت عليه علامات الحيرة والفزع , ثم اردف :
-لا اعرف ماذا اقول لكما صراحةً لكن هذه الفتاة التي تتكلمان عليها ايناس قد ماتت منذ ستة سنوات تقريباً.
-ماذا مالذي تقوله ؟!
قال امجد ذلك وقد بانالسخرية على وجهه غير مصدق لما قاله الرجل .
-اجل هذه الحقيقة لقد ماتت ايناس قبل ستة سنوات فقد اختطفت وقتلت بعد ذلك بيومين من اختطافها.
-لابد انها لم تمت .
قال امجد ذلك محاولا عدم تصديق كلام الرجل , بينما ظلت بسمة من غير كلام ساكنه في مكانها فزعه من الكلام الذي قاله الرجل , حيث اردف الرجل قائلاً :
-كلا لقد دفنت في مقبرة القريه وقد حضرة جنازتها بنفسي ,لابد ان ما شاهدتموه كان روح تلك الفتاة .
-لا .. لا اعتقد ذلك .
قال امجد ذلك لصاحب المحل ودفع له الحساب وخرج مسرا الى سيارته مع بسمة واكمل طريقه .
-الم احذرك من ايصالها لكنك لم تستمع لكلامي .
قالت بسمة ذلك وهيه ترتعد من الخوف ومن ذلك الموقف الذي لم تكن لتحلم ان تقع فيه .
-كنت اظن انك تبالغين في مخاوفك .
-وهل صدقت الان ؟
-لااعرف ان كنت ساصدق بانها حية ام ميتة ... لا يمكنني تصديق ان التي كنت اكلمها واوصلتها ما كانت الا روحاً لفتاة قتلت قبل ستة سنوات .
-لكن انا صدقت كلام ذلك الرجل , فلطالما قالوا ان تلك الامور قد حصلت ,قا قد رأيت بنفسك .
-اجل رأيت ... لكن على الاقل لم تكن روحا شريرة .
-الحمد لله على كل شيء .
-حسنا قول لي اي اغنية تحبين ان تسمعي ؟
قال ذلك بعد ان شغل الراديو واطلق ضحكته الساخرة التي اعتادت عليها بسمة محاولا تغيير الموضوع والتقليل من فزع بسمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق