الأحد، 14 نوفمبر 2010

ملوك العراق

فيصل الأول







حياته ونشأته

فيصل بن الحسين بن علي بن محمدا بن عبد المعين بن عون بن محسن بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن أبو نمي الثاني بن بركات بن محمد بن بركات بن الحسن بن عجلان بن رميثة بن محمد أبو نمي الأول بن الحسن بن علي الأكبر بن قتادة بن ادريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن الحسين بن سليمان بن علي بن عبد الله بن محمد الثائر بن موسى الثاني بن عبد الله الرضى بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الامام علي بن ابي طالب الحسني الهاشمي القرشي.


ينتمي إلى أسرة آل عون من الأشراف وهي إحدى ثلاث أسر كانت تتنافس على الزعامة مع آل زيد وآل بركات، وقد آلت الزعامة إلى آل عون منذ بداية القرن التاسع عشر.
تربى مع إخوته بكنف أبوه الشريف حسين ورحاب البادية درس فيصل الابتدائية مع أخويه علي بن الحسين ملك الحجاز فيما بعد وعبد الله الأول ملك الأردن فيما بعد، حيث تعلموا اللغة التركية قراءة وكتابة. وقد نشأ مع البدو جريا على عادة الأشراف منذ القدم ليتعلم فصاحة العرب وشجاعتهم ويتدرب على حياة الصحراء والتقشف وقسوة المعيشة، وتعلم أيضا الفروسية والقتال بالسيف والبندقية.
في عام 1896 سافر مع والده الشريف حسين إلى الآستانة عاصمة الخلافة العثمانية بدعوة من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، لكي يكون قريبا منه وتحت مراقبته، واختير عمه شريفاً لمكة رغم أنه يفترض أن يتبوأ هذا المنصب. أقام الجميع في قصر العدالة إقامة جبرية وتم انتداب مدرس خصوصي لتعليمه اللغة التركية مع أخوته الثلاثة أنجال الشريف حسين، وتعلم فيصل في الآستانة اللغات التركية والإنجليزية والفرنسية والتاريخ، وعلمه والده القرآن الكريم. حيث أتقن بتفوق اللغتين التركية والانكليزية وبعضا من اللغة الفرنسية. وتزوج هناك من الشريفة حزيمه ابنة عمه الشريف ناصر في عام 1905وانجب منها :

الأميرة عزة
الأميرة راجحة
الأميرة رئيفة
الملك غازي (1912-1939) أصبح ملك العراق

عاد إلى الحجاز وبقية أسرته في عام 1909 اثر تنصيب والده شريفا على مكه، وتحديداً بعد مجيء جمعية الإتحاد والترقي وخلع السطان عبد الحميد الثاني، عينه والده قائدا للسرايا العربية التي تقوم بقمع القبائل العربية المتمردة على السلطة العثمانية, حيث أدى فيصل واجبه بشكل متميز، وانتخب فيصل في مجلس "المبعوثان" البرلمان العثماني ممثلا عن مدينة جدة، فعاد إلى الآستانة واكتسب إثناء إقامته هناك خبرة سياسية ومعرفة شاملة بالسياسة التركية ورجالها.






ملكاً على العراق (1921 - 1933) 

على إثر ثورة العشرين في العراق ضد الاحتلال البريطاني عقد مؤتمر القاهرة عام 1920 بحضور ونستون تشرشل وزير المستعمرات البريطاني للنظر في الوضع في العراق. والتي اجبرت الحكومة البريطانية لتغيير سياستها بالتحول من استعمار مباشر إلى حكومة إدارة وطنية تحت الانتداب، بعد تكبد القوات البريطانية في العراق خسائر فادحة.

أعلنت بريطانيا عن رغبتها في إقامة ملكية عراقية، ورشح في هذا المؤتمر فيصل بن الحسين ليكون ملكا للعراق، تشكل المجلس التأسيسي من بعض زعماء العراق وشخصياته السياسية المعروفة, بضمنها نوري السعيد باشا، ورشيد عالي الكيلاني باشا، وجعفر العسكري، وياسين الهاشمي وعبد الوهاب النعيمي الذي عرف بتدوين المراسلات الخاصة بتأسيس المملكة العراقية. وأنتخبت نقيب أشراف بغداد السيد عبد الرحمن الكيلاني النقيب رئيسا لوزراء العراق والذي نادى بالأمير فيصل الأول ملكاً على عرش العراق.

في 12 يونيو 1921 غادر فيصل ميناء جدة في الحجاز متوجها إلى العراق على متن الباخرة الحربية البريطانية نورث بروك، وفي 23 يونيو 1921 رست الباخرة في ميناء البصرة، فاستقبل الامير فيصل استقبالا رسميا حافلا، وبعدها سافر فيصل بالقطار إلى الحلة وزار الكوفة والنجف وكربلاء، ووصل بغداد في 29 يونيو 1921 واستقبله في المحطة السير بيرسي كوكس المندوب السامي البريطاني والجنرال هولدن قائد القوات البريطانية في العراق ورئيس الوزراء العراقي المنتخب عبد الرحمن النقيب وكان برفقه فيصل من جدة إلى بغداد مجموعه من ثوار ثورة العشرين الذين ذهبوا إلى الحجاز حاملين تواقيع ومضابط عدد كبير من وجهاء العراق وشيوخهم يدعونه فيها للحضور كملك على العراق, باعتباره احد أنجال الشريف حسين.

في 16 يوليو 1921 أذاع المندوب السامي البريطاني السير بيرسي كوكس قرار مجلس الوزراء العراقي بمناداة فيصل ملكا على العراق في ظل حكومة دستوريه نيابيه، توج الملك فيصل ملكاً على العراق باسم الملك فيصل الأول بعد تصويت حصل فيه على نسبه 96% من أصوات المجلس. وتم تتويجه في 23 أغسطس من عام 1921، في ساحة البرج ساعة القشلة ببغداد.

بعد مبايعته ملكا على العراق وفي عام 1930 عقد معاهدة مع بريطانيا، سميت بمعاهدة 1930 أقرت بموجبها بريطانيا استقلال العراق عن التاج البريطاني وإنهاء حالة الانتداب، وضمنت الاتفاقية أيضا بعض التسهيلات لبريطانيا في مجال تسهيل مرور القوات البريطانية في أوقات العمليات الحربية، والتعاون في المجالات الاقتصادية.


وفاته

سافر الملك فيصل الأول إلى بيرن في سويسرا في 1 سبتمبر 1933، لرحلة علاج وإجراء فحوص دورية ولكن بعد سبعه أيام أُعلن عن وفاته في 8 سبتمبر 1933، أثر أزمة قلبية ألمت به.
وقيل وقتها بأن للممرضة التي كانت تشرف على علاجه لها علاقة بموته حيث شيع بأنها قد سمته بدس السم في الإبرة التي أوصى الطبيب بها. وقد نشرت صحف المعارضة العراقية أن الوفاة لم تكن طبيعية، وشككت في دور بريطانيا في القضاء عليه، ودس السم في شرابه أو في الحقن الطبية التي كانت يحقن بها.
وكانت تقارير الأطباء السويسريين قبل وفاته بيومين تؤكد أنه بصحة جيدة ولا يعاني من أمراض خطيرة، ولكن تقرير الوفاة ذكر أن سبب الوفاة هو تصلب الشرايين. وترجع الممرضة البريطانية الي كانت ترافق الملك سبب الوفاة إلى التسمم بالزرنيخ الذي أذيب في الشاي الذي شربه قبل وفاته بست ساعات، وبخاصة أن الأعراض التي ظهرت على الملك فيصل في الاحتضار هي أعراض التسمم بالزرنيخ.
حُنطت جثته وأُرسلت إلى إيطاليا ومنها إلى ميناء حيفا ومنه إلى عكا ومنها إلى مدينة الرطبة العراقية عن طريق الجو، حيث وصلت بغداد في 15 سبتمبر 1933 ودُفن في المقبرة الملكية في منطقة الأعظمية في بغداد.
تولى من بعده ولده الأكبر الملك غازي حكم العراق وقد قال قبل وفاته (أنا مرتاح. قمت بواجبي. خدمت الأمة بكل قواي ليسير الشعب بعدي بقوة واتحاد).




غازي الأول 





غازي بن فيصل الأول بن الشريف حسين الهاشمي (1912 - 1939) ثاني ملوك العراق. حكم من 1933 ولغاية 1939. ولد في مكة الواقعة ضمن ممالك وولايات الدولة العثمانية 
 
نشأته وزواجه

عاش في كنف جده حسين بن علي شريف مكة قائد الثورة العربية والمنادي لاستقلال العرب من الأتراك العثمانيين ومنادياً بعودة الخلافة للعرب.

في يوم 18 سبتمبر 1933، أعلنت خطوبته وعقد قرانه على ابنة عمه عالية بنت علي بن الشريف حسين بن علي شريف مكة، وفي مساء يوم 25 يناير عام 1934 تم الزفاف. ورزق بإبنه فيصل وهو الوحيد في الساعة الثامنة والنصف من يوم 2 مارس
1935












حياته السياسية

سمّي ولياً للعهد عام 1924 وتولى الحكم وهو شاب يتراوح عمره 23 عاما ثم ملكا لعرش العراق عام 1933 لذا كان بحاجة للخبرة السياسية التي استعاض عنها بمجموعة من المستشارين من الضباط والساسة الوطنيين.

كان الملك غازي ذو ميول قومية عربية كونه عاش تجربة فريدة في طفولته حيث كان شاهدا على وحدة الأقاليم العربية إبان الحكم العثماني قبل تنفيذ اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الوطن العربي إلى بلدان تحت النفوذ إما البريطاني أو الفرنسي. ناهض النفوذ البريطاني في العراق وأعتبره عقبة لبناء الدولة العراقية الفتية وتنميتها، وأعتبره المسؤول عن نهب ثرواته النفطية والآثارية المكتشفة حديثاً، لذلك ظهرت في عهده بوادر التقارب مع حكومة هتلر قبل الحرب العالمية الثانية.

شهد عهده صراع بين المدنيين والعسكريين من الذين ينتمون إلى تيارين متنازعين داخل الوزارة العراقية، تيار مؤيد للنفوذ البريطاني وتيار وطني ينادي بالتحرر من ذلك النفوذ حيث كان كل طرف يسعى إلى الهيمنة على مقاليد السياسة في العراق. فوقف الملك غازي إلى جانب التيار المناهض للهيمنة البريطانية حيث ساند انقلاب بكر صدقي وهو أول انقلاب عسكري في الوطن العربي، كما قرب الساسة والضباط الوطنيين إلى البلاط الملكي فعين الشخصية الوطنية المعروفة (رئيس الوزراء لاحقاً) رشيد عالي الكيلاني باشا رئيسا للديوان الملكي.

نادى لتحرر الأقاليم والولايات العربية المحتلة التي كانت متوحدة تحت حكم الدولة العثمانية ودعا إلى إعادة توحيدها تحت ظل دولة عربية واحدة، ومن هنا ظهرت دعوته لتحرير الكويت من الوصاية البريطانية وتوحيدها مع العراق والإمارات الشرقية لنجد حيث قام بتأسيس إذاعة خاصة به في قصره الملكي قصر الزهور وأعد البرامج الخاصة بتحرير ووحدة الأقاليم العربية ومنها توحيد الكويت بالعراق، والوقوف إلى جانب فلسطين التي كانت تحت الاحتلال البريطاني والتي كانت في حالة حرب داخلية بسبب تعرضها لهجرات واسعة من المستوطنين اليهود من كافة أرجاء العالم ووقوف القوى الوطنية الفلسطينية بوجه هذه الهجرات، فوقف إلى جانب قادة الثورة الفلسطينية كعزالدين القسام وغسان كنفاني ومفتي القدس الحاج أمين الحسيني.



وفاته

توفي في حادث سيارة (غامض) في 4 أبريل سنة 1939 عندما كان يقود سيارته فاصطدمت بأحد الأعمدة الكهربائية، أدلت زوجته الملكة عالية بشهادتها أمام مجلس الوزراء بأنه أوصاها في حالة وفاته بتسمية الأمير عبدالإله (شقيقها) وصيا على إبنه فيصل.


حادث أم جريمة قتل

هناك الكثير من التكهنات حول وفاته بسبب بعض الدلائل التي تشير إلى وجود من يحاول التخلص منه بسبب تقربه من حكومة هتلر ضد الإنجليز ذوي النفوذ الواسع في العراق، ومنها التناقض بين تصريحات الأطباء الذين عاينوا الجثة وبين تقرير اللجنة الطبية الخاص بوفاته والذي كان برئاسة الطبيب البريطاني سندرسن، ومنها أيضا إصابته المباشرة في خلف الرأس بآلة حادة وهو يقود سيارته في حين أعلن رسميا بأن سبب الوفاة كان جراء اصطدام سيارة الملك بعمود كهرباء، يرى الدكتور صائب شوكت الطبيب العراقي ان الضربة ليست بعمود كهرباء كما أن الصور عن سيارة الملك بعد الاصطدام حجبت تماما والتي بينت بان الإصطدام من جهة اليمين في حين كان الملك جالسا في جهة اليسار واختفاء خادم الملك عبد سعيد بعد الحادث، كمااشار اللواء فؤاد عارف وكان قبل الحادث بفترة مرافقا للملك بانه كان يرسل مفرزة حراسة في الطريق الذي جرى فيه الحادث الا انه بعد نقله من الحرس الملكي لم يتم ذلك. وتشير الوثائق البريطانية المعلنة حديثاً إلى وجود مراسلات خاصة بين السفير البريطاني في بغداد يومئذ السير موريس بيترسون والحكومة البريطانية حول ضرورة التخلص من الملك غازي وتنصيب الأمير زيد بن علي بدلا عنه بسبب وجوده كحجر عثرة أمام تنفيذ السياسة البريطانية في العراق والذي ينعكس على الوضع في الشرق الأوسط والوطن العربي لما للمملكة العراقية من وزن مؤثر في السياسة العربية والدولية في المنطقة بسبب التكوين الحديث لبعض الدول العربية والبعض الآخر الذي كان لا زال يرزح تحت الاحتلال في ظل ظروف الإحتقان الدولي الناجم عن توسع نفوذ الدكتاتوريات النازية والفاشية واليابانية في العالم عشية الحرب العالمية الثانية ولم ينكر السير موريس بيترسون ذلك في مذكراته إذ قال ان الملك غازي يجب أن يبعد وقد كان في طريقة إلى اسبانيا عندما وقع الحادث.





 الملكة عالية





 

الملكة عالية بنت الملك على بن حسين ملك المملكة الحجازية الهاشمية (19 ديسمبر 1911 - 21 ديسمبر 1950) زوجة ملك العراق السابق الملك غازي والدة الملك فيصل الثاني وشقيقة عبد الإله الهاشمي الوصي على الأمير فيصل الثاني قبل أن يتوج ملكآ على العراق.
 

نشأتها

ولدت الملكة عالية يوم 19 ديسمبر 1911 في حارة الفشاشية بمكة المكرمة وكان أبوها الملك علي بن حسين حينها في احدى الغزوات خارج مكة. وعندما بلغت اليوم السابع من عمرها سماها جدها الشريف حسين بن علي عالية وعندما بلغت الاربعين يوما من عمرها اخذت كعادة اهل مكة للطواف بها في البيت الحرام.

وحين وصل الملك علي بن الحسين إلى العراق في 11 مارس 1925. وبعد ثلاثة اشهر من وصوله دعا الملك فيصل الأول الامير عبد الاله وعائلته إلى المجيء إلى بغداد كي يكونوا بالقرب من والدهم. وفي بغداد اختير للملكة عالية ولشقيقاتها معلمات عراقيات اختار بعضهن عمهن والبعض الاخر والدتهن التي لم تبخل طيلة حياتها في تدريسهن وانشائهن النشاة التي تليق بالعربيات الكريمات.

منح فيصل اخاه مقاطعة زراعية في مدينة الصويرة. وكانت تلك المقاطعة صحراوية في غالبيتها ولكن باستعمال مضخات الري وجرارات الحراثة والات الحصاد التي استخدمت انذاك حديثا غدت تلك المقاطعة ذات قيمة ولقد كان الملك علي وزوجته وولده وبناته يمكثون هناك اياما بقصد البحث في تحسينها ولقضاء بعض الوقت في اجواء مغايرة لاجواء المدينة.
في 25 ديسمبر عام 1934 تم زفاف الملكة عالية لابن عمها الملك غازي الأول ملك العراق. واذاع مجلس الوزراء العراقي بيانا بهذه المناسبة جاء فيه:
بمنته تعالى لقد تم قران صاحب الغازي الأول على حضرة صاحبة الالملكة عالية بنت عمه الملك علي ملك الحجاز السابق في القصر الملكي العامر في عاصمة ملكه العراق.
والحقيقة ان مراسيم عقد القران للملكة عالية والملك غازي تمت بعد عشرة ايام من تتويجه وذلك يوم 18 ايلول عام 1933 ولقد اقتصر حضور الحفل على اقارب العروسين حيث كانت حالة الحداد معلنة بمناسبة وفاة الملك فيصل الأول.. وقد تم الزفاف ببساطة واكتفى العروسان بدعوة رؤساء الوزارات السابقين واعضاء الوزارة القائمة انذاك وبعض الشخصيات لتناول العشاء على مائدة الملك ووزعت النقود على الفقراء والمحتاجين في سائر أنحاء العراق.
وبعد زواجها انتقلت الملكة عالية إلى مقرها الجديد في قصر الزهور حيث اخذت تتلقى دروسا في العلوم والثقافة والاداب من قبل مدرسين ومدرسات اكفاء..
في الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم الخميس 2 مايو 1935 ولدت الملكة عالية ابنها الوحيد فيصل وقد كرست الملكة عالية نفسها لتربية طفلها الوحيد فيصل فكانت العين الساهرة عليه لاتتركه بعيدا عنها قط وكان فيصل من طفولته المبكرة يناديها بكلمة (ستي) أي سيدتي كما يخاطب مربيته بكلمة (ماما) ورغم حبها الجم لابنها الا انها منذ الايام الأولى لولادته اصرت على ان يعامل ابنها كاي طفل اخر دون خضوع له من المقربين حواليه.. وقد حدث مرة وان خاطبه احد المرافقين بكلمة جلالتكم وحين سال لماذا استعمل هذه الكلمة اجاب المرافق لانك انت مليكي..

وفاتها

توفيت في 21 ديسمبر 1950 بمرض السرطان ودفنت في المقبرة الملكية في منطقة الأعظمية في بغداد حيث انها لم تر ابنها الملك فيصل الثاني لانه كان نائما واوصت بعدم ايقاضه، وقالت لخالته ان تقبله بالنيابة عن والدته واوصت بالاهتمام بولدها
 




فيصل الثاني







الملك فيصل الثاني بن الملك غازي بن الملك فيصل الأول بن الشريف حسين (2 مايو 1935 - 14 يوليو 1958)، ملك العراق هو ثالث وآخر ملوكها من الأسرة الهاشمية. حكم من عام 1939 وحتى وفاته، وهو الابن الوحيد للملك غازي. وأصبح ملكا فعليا للعراق عندما بلغ 18 سنة حيث استقال خاله الوصي على العرش عبدالإله في 2 مايو 1953.

حياته

هو فيصل بن غازي بن فيصل بن حسين بن الشريف محمد بن عبدالمعين بن عون بن محسن بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله شريف مكة. ويرتفع نسب فيصل إلى الحسن المثنى بن الإمام الحسن بن الإمام علي بن أبي طالب.

ولد في بغداد سنة 2 مايو 1935، ونشأ فيها ودرس العلوم ومبادئ اللغة العربية والأدب العربي على يد أساتذة خصوصيين أشرف عليهم العلامة مصطفى جواد، وهو الابن الوحيد لوالده الملك غازي، وأشرفت على تربيته والدته الملكة عالية بنت الملك على بن حسين وعاونتها في ذلك المربية الانكليزية مس ريموس.

درس المرحلة الابتدائية في مدرسة المأمونية التي كانت واقعة في منطقة الميدان عند منطقة باب المعظم كما درس فيما بعد في كلية فيكتوريا البريطانية في مدينة الإسكندرية في مصر مع قريبه الحسين بن طلال ملك الأردن السابق.

أنهى دراسته الابتدائية في سنة 1947 ثم سافر إلى لندن للدراسة حيث التحق بمدرسة "ساندويس" ثم التحق بكلية "هارو" في 7 مايو 1949، وعاد منها إلى بغداد في 30 مارس 1950، وبعدها عاد إلى لندن لإكمال دراسته أيضا، لكنه هذه المرة لم يكن وحده بل رافقته أمه الملكة عالية ,وكانت أمه إثناء مرافقتها له تستكمل علاجها هناك لأنها كانت مريضة وصادفت دراسته هذه المرة مع ابن عمه الملك حسين بن طلال الذي كان مقارِبا لعمره وصديقا حميما له وكانت تربطهما علاقات متينة إلى أن تخرج فيها بتاريخ 23 أكتوبر1952. وعاد إلى بغداد في 30 نوفمبر1952.

تميزت شخصيته بالأدب والإحترام لمن هو أكبر منه سنا ولاسيما أبناء عائلته الهاشمية، اضافه إلى صمته وهدوئه، كما وُصف بالصراحة والوضوع أثناء المناقشة أو الجدال.

كان ومنذ صغره يحب ركوب الخيول ولا سيما تلك الخيول التي تستعمل في السباق وتسمى خيول (السيسي) وكثيرا ما كان يمنع من ركوبها بسبب إصابته بالربو منذ طفولته وكان شديد التعلق بأمه الملكة عاليه بسبب يُتمه المبكر وكونه الوحيد لأبويه.

كان مخطوباً للأميرة فاضلة بنت الأمير محمد علي بن محمد بن وحيد الدين بن إبراهيم بن أحمد بن رفعت بن إبراهيم بن محمد علي الكبير ووالدتها هي : الاميره خان زاده بنت الأمير عمر فاروق ابن الخليفة العثماني عبد المجيد الثاني ،ولم يتزوجها بسبب مقلته في 14 يوليو 1958.
 


علاقته بخاله الأمير عبدالاله

بعد وفاة الملك غازي في 4 أبريل 1939 آل العرش إلى ولده الوحيد الملك فيصل، من زوجته الملكة عالية والذي كان آنذاك في سن الرابعة من عمره، ولهذا أصبح خاله الأمير عبد الإله وصيا على العرش فيما كان نوري السعيد هو الذي يدير الدولة العراقية.

كان خاله الوصي على العرش الأمير عبدالاله من أكثر المقربين للملك فيصل الثاني لاسيما بعد وفاة والدته الملكة عالية سنة 1950 حيث بقي وحيدا بلا أم بلا أب ولا أخوه ولا أخوات، كل ذلك جعل الملك فيصل الثاني لا يستغني عن مرافقة خاله الأمير عبد الإله في جولاته خارج العراق فرافقه في زيارته إلى إيران بدعوة من الشاه محمد رضا بهلوي في 18 أكتوبر 1957 وكذلك إلى السعودية في 24 ديسمبر 1957م والأردن.

بعد فشل حركة رشيد عالي الكيلاني في 1941 عاد الوصي عبد الاله إلى العراق بمساعدة الإنجليز وقد تغيرت نظرة الشعب العراقي تجاه العرش بشخص الأمير عبد الاله، ومع هذا ظل العراقيون ينظرون إلى الملك فيصل باعتباره نجل ملكهم المحبوب غازي الأول وكانوا يأملون منه كل خير فرغم ما حدث لم ينقطع الرباط الوثيق الذي اقامه الملك غازي بين العرش والشعب العراقي وظل أمله كبيراً في الملك.

كانت الظروف السياسية التي تحيط بالملك فيصل في غاية الحساسية والتأزم، حيث كانت وصاية خاله الأمير عبد الإله عليه وشخصيته القوية والمتنفذة في البلد، إضافة إلى سيطرة نوري السعيد بنفوذه الواسع والمتعدد والمدعوم بشكل مباشر وعلني من الانجليز، كل ذلك جعل الملك الشاب فيصل في حالة من التردد وعدم القدرة لا يحسد عليها أبدا وهو ذاك الفتى الشاب الهادئ الوديع والذي لا يعرف دروب السياسة الشائكة ولا ألاعيبها المختلفة، ومع كل هذا مارس الملك فيصل الثاني نشاطا ملحوظا لمعالجه المشاكل ألاقتصاديه التي كان العراق يعاني منها, فأولى اهتمامه للجانب الاقتصادي فوضع خطه سُميت بمجلس الأعمار نهضت بإنشاء كثير من المشاريع الكبرى والمهمة والحيوية للبلد.

لقد غرس عبد الاله في نفس الملك فيصل احساساً بانه قادر على مسؤوليات الدولة والحكم وتصريف شؤون البلاد لما له من خبرة في معرفة رجال الدولة وقضاياها وبأنه يستطيع ايجاد الحلول المناسبة لكل موقف وظرف فنشأ الملك فيصل وهو يؤمن في قرارة نفسه ان خاله يستطيع ان يتحمل عنه تبعات الملك بما خلق لديه مسبقاً احساس الاتكال وترك الامور ليتصرف بها، لانه درج على ذلك منذ طفولته حتى وجدها بعد ذلك امراً واقعاً هذا إذا اضفنا ان تقاليد الاسرة الهاشمية كانت شديدة التمسك فيما يتعلق باحترام رأي من هو أكبر سناً وهذا ما جبل عليه افراد هذه الاسرة منذ القدم.

كانت حياته تثير الاسى لدى الكثيرين فوالده مات وهو رضيع وتوفيت والدته وتلقى العلم في بلد غريب ولم يكن امامه مناص من اتباع مشورة خاله الوصي عبد الاله الذي حرص على ان يبقى المسيطر الحقيقي على الامور بعد أن نجح الوصي في خلق مشاعر الود المتبادلة بينه وبين ابن اخته الملك بما ابداه من عاطفة ورعاية تجاهه ولكنه استغل تلك المشاعر ليمارس دور الملك في سياسة الدولة العراقية.
 





انتهاء فترة الوصاية وتتويجه ملكاً

في 2 مايو 1953 اكمل الملك فيصل الثامنة عشرة من عمره فانتهت وصاية خاله عبد الإله على عرش العراق بتتويجه ملكا دستوريا على العراق. واعلن ذلك اليوم عيداً رسمياً لتولي الملك سلطاته الدستورية. وقد تزامن تتويجه مع تتويج إبن عمه الملك الحسين بن طلال ملكاً على الأردن في عمان.

ظن الناس ان الامير عبد الاله سيتخلى عن واجبات الوصاية ويترك امور البلاد إلى الملك فيصل لكن عبد الاله عمل على تقويم الملك فيصل الثاني فأبقاه تحت تأثير الطاعة العمياء له واستمر يقحم نفسه في كل صغيرة وكبيرة كما لو ان وصايته عليه ظلت مستمرة والى ما لانهاية. لقد بقي عبد الاله خلف الملك يسيره ويأمره بعد أن تمكن من زرع بذور الطاعة له في نفسه ولم يتمكن الافلات من هذا الطوق والاقتراب من الشعب أو الاتصال به وتحسس رغباته ومطاليبه واخذ عبد الاله يصاحب الملك اينما اتجه واينما سافر للتفاوض ويبدو أن الحكام العرب كانوا يدركون موقف الملك فيصل الثاني تجاه القضايا السياسية والمهمة ويعرفون انه دون المهمات المناطة به لقلة تجربته وان الحل والعقد بيد خاله ولي العهد.














 وفاته

كان الملك فيصل الثاني قد أعد نفسه للسفر إلى تركيا صباح يوم 14 يوليو1958 برفقة خاله عبد الإله ورئيس الوزراء نوري سعيد لحضور اجتماعات حلف بغداد على أن يغادر تركيا بعد ذلك إلى لندن للقاء خطيبته الاميرة (فاضلة) وكان الملك قد حدد يوم 8 يوليو 1958 موعداً لسفره وكان اكثر اهتماماً بلقاء خطيبته من صراع الخطب السياسية في اجتماعات الميثاق. ولكن في يوم 7 يوليو رجاه وزير المالية بأن يؤجل سفره إلى يوم 9 يوليو، للتوقيع على قانون الخدمة الإلزامية، وقانون توحيد النقد والبنك المركزي لدول حلف بغداد، وافق الملك بعد إلحاح وفي يوم موعد سفره في 8 يوليو أرسل شاه إيران برقية يقول فيها ان لديه معلومات يريد أن يبلغها لمجلس دول حلف بغداد، وأقترح لقاء رؤساء دول الحلف ورؤساء وزرائهم في إسطنبول يوم 14 يوليو 1958 وإضطر الملك إلى تأجيل سفره للمرة الثانيه من 9 يوليو إلى 14 يوليو.

في صباح يوم 14 يوليو1958 استيقظ الملك على أصوات طلقات نارية. هب الجميع فزعين الملك والوصي والاميرات والخدم. وخرج أفراد الحرس الملكي إلى حدائق القصر يستقصون مصدر النيران. وازداد رشق الرصاص والإطلاق نحو جهة القصر. ولم يهتد الحرس إلى مصدر النيران في البداية. واذا بأحد الخدم يسرع اليهم راكضاً ليخبرهم بأنه سمع الراديو يعلن عن قيام ثورة. ومن شرفة قريبة طلب عبدالاله من الحراس بأن يذهبوا إلى خارج القصر ليروا ماذا حصل. وعاد الحراس ليخبروهم بأنهم شاهدوا عددا من الجنود يطوقون القصر. وبعد استفسار الملك عن الموضوع اخبره آمر الحرس الملكي بان اوامر صدرت لهم بتطويق القصر والمرابطة أمامه.

سارع عبد الاله لفتح المذياع لسماع البيان الأول للحركة وصوت عبد السلام عارف كالرعد يشق مسامعه ومع مرور الوقت سريعاً بدأت تتوالى بيانات الثورة وتردد أسماء الضباط المساهمين بالحركة. أخبر آمر الحرس الملكي الملك بأن قطعات الجيش المتمردة سيطرت على النقاط الرئيسة في بغداد واعلنوا الجمهورية وأنهم يطلبون من العائلة الملكية تسليم نفسها.

أعلن الملك استسلامه وطلب منه الخروج مع من معه، وخرج مع الملك كلاً من الامير عبد الاله وأمه الملكة نفيسة جدة الملك والأميرة عابدية أخت عبد الاله، ثم الأميرة هيام زوجة عبد الاله والوصيفة رازقية وطباخ تركي وأحد المرافقين واثنين من عناصر الحرس الملكي.

وبعد تجمع الاسرة في باحة صغيرة في الحديقة فتح النار عبد الستار سبع العبوسي من دون أي أوامر وقد أصاب الملك برصاصتين في رأسه ورقبته واصيب الامير عبد الاله في ظهره ثم لقي حتفه هو الاخر وتوفيت على الفور الملكة نفيسة والاميرة عابدية وجرحت الاميرة هيام في فخذها. وتذكر بعض المصادر بأن حادث إطلاق النار جاء بطريق الخطأ من الحرس الملكي الذي رد عليه المهاجمين وكانت العائلة الملكة في منتصف خط الرمي. وتذكر مصادر أخرى بان حالة الحماس والارتباك حملت بعض الضباط من صغار الرتب من غير المنضبطين ومن ذوى الانتماءات الماركسية بالشروع في إطلاق النار.
 

 ويروي البعض ممن كان حاضراً في تلك الفاجعه المؤلمه أن الملك فيصل الثاني حمل المصحف الكريم فوق رأسه والرايه البيضاء بيده وخرج ليسلم نفسه بطريقة سلمية حفاضاً على عائلته من الفناء ولكن حدث ما حدث حيث وقتل في ذلك الصباح ودفن فيما بعد في المقبره الملكية في الاعظميه مع امه وابيه وجده وجدته

نقلت جثة الملك إلى مستشفى الرشيد العسكري في إحدى غرف العمليات، للتحقق من وفاة الملك. وفي مساء اليوم نفسه حفرت حفرة قريبة من المستشفى في معسكر الرشيد، وأنزلت فيها الجثة واهيل عليها التراب، ووضعت بعض العلامات الفارقة معها لتدل على مكانها فيما بعد. ثم تم نقل الجثة ودفنها في المقبرة الملكية في منطقة الأعظمية في بغداد. بناءا على طلب من الملك الحسين بن طلال ملك الأردن في إحدى زياراته للعراق.

واحيلت باقي الجثث إلى مستشفى الرشيد العسكري عدا جثة الامير عبد الإله التي تم سحلها ثم تعليقها على باب وزارة الدفاع في المكان نفسه الذي اصدر اوامره باعدام ضباط ثورة رشيد عالي باشا الكيلاني عام 1941.

وهكذا انهت احداث صباح يوم 14 تموز 1958 العهد الملكي في العراق والذي راح ضحيته الملك فيصل الثاني الذي وصف بأنه مسكين لاذنب له رحل دون جريرة أو سبب كان طيباً بريئاً ساعد المحتاجين واليتامى سبب قتله اسفاً كبيراً في نفوس عدد كبير من ضباط الثورة.
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق