الأحد، 7 نوفمبر 2010

قصتان من التراث الشعبي السويدي ..


1. حساء المسامير
يحكي أن أحد المتشردين كان يتجول في غابة، كانت البيوت فيها بعيدة عن بعضها لدرجة ان صديقنا المتشرد كان لديه أمل ضئيل في أن يجد مأوى قبل حلول الظلام. و فجأة، رأى ضوءاً ينبعث من بين الأشجار، كان مصدر الضوء نار موقد كوخ. فكر المتشرد: كم سيكون من الجميل أن يجلس إلى هذا الموقد، ويتناول شيئا ما، لذا فقد جر نفسه إلى الكوخ جراً. وعندها رأى امرأة عجوز قادمة نحوه.
-مساء الخير، قال المتشرد.
-مساء النور، ردت العجوز، ثم سألته، من أين جئت؟ أجابها المتشرد: جئت من جنوب الشمس، شرق القمر، وأنا الآن في طريق عودتي للوطن، لقد زرت جميع أنحاء العالم، عدا هذه المنطقة.
-من المؤكد إذن، إنك رحالة عظيم، قل لي، ماذا تريد من هنا؟
-أوه، أريد مأوى اقضى فيه الليل، رد المتشرد. عندئذ قالت العجوز: هذا ما ظننته، اعتقد أن عليك ان ترحل حالاً من هنا، فزوجي ليس في المنزل، و بيتي ليس فندقا. "آه يا سيدتي الطيبة"، قال المتشرد،" يجب ألا تكوني قاسية القلب هكذا، لأننا جميعا بشر، و يجب علينا أن نساعد بعضنا البعض، هذا قدرنا".
- ان نساعد بعضنا البعض؟ ردت العجوز، مساعدة؟ هل سمعت عن هذا الشيء في حياتك؟ من سيساعدني أنا، برأيك؟ لا توجد لدي كسرة خبز في كل المنزل! أذهب، جد لك مأوى في مكان آخر.
التراث الشعبي العالمي
لكن المتشرد كان، كبقية المتشردين، لحوحاً، فعلى الرغم من أن المرأة العجوز قد تذمرت واشتكت كثيراً، ولكن إصراره وإلحاحه تغلباً على العجوز في النهاية، فقد رجاها ككلب جائع حتى استسلمت وأذنت له بالاستلقاء على الأرض في الليل. "كان هذا كرما منك"، قال المتشرد شاكراً العجوز" أنه من الأفضل أن أكون مستلقياً على الأرض بدون نوم، على أن أكون في أعماق الغابة الباردة" قال المتشرد، فقد كان هذا المتشرد من النوع الفرح والمتفائل.
عندما دخل إلى الغرفة استطاع أن يدرك أن المرأة ليست بالسوء الذي تحاول أن تتظاهر به، ولكنها كانت جشعة وبخيلة إلى أبعد حد، وكانت دائما تشتكي وتتذمر. حاول المتشرد بكل وسيلة أن يلمح إلى العجوز لتعطيه شيئا يأكله، فكان رد العجوز: ومن أين آتي بالطعام؟ لم أتناول شيئاً ولا حتى كسرة خبز طوال اليوم.
لكن المتشرد كان بارعاً، قال لها: اه يا جدتي المسكينة! لا بد أنك تتضورين جوعاً! هل تريدين تناول شي ما معي؟ قالت العجوز: ماذا؟ أتناول شيئاً ما معك؟ قالت العجوز مستغربة، لا يبدو عليك أنك تستطيع أن تطلب من أحد أن يتناول معك أي شئ، ماذا لديك لتقدمه لي، أود أن أعرف.
إن الذين يسافرون و يتجولون كثيراً يرون أشياء لا يعرفها الآخرون، والذين يرون أشياء كثيرة تكون حواسهم حادة ومعارفهم متقدة، أعيريني قِدراً يا جدتي! أثار ما قاله المتسول فضول العجوز، فأعارته قدراً.
ملأ المتشرد القدر بالماء ووضعه على النار، ثم نفخ على النار بكل ما أمكنه من قوة حتى اشتعلت بقوة تحت القدر. مد المتشرد يده الى جيبه وأخرج مسماراً طوله حوالي أربع بوصات، قلبه ثلاث مرات في يديه، ثم وضعه في القدر. "ماذا سيكون هذا"؟ سألت العجوز المتشرد، "حساء المسامير" رد عليها، وبدأ في تحريك الماء بملعقة كبيرة. "حساء مسامير؟" سألت العجوز، "نعم، حساء مسامير" رد المتشرد. كانت المرأة قد سمعت

عن الكثير في حياتها، ولكن أن يصنع أحد حساءً باستخدام مسمار! لم تسمع العجوز عن هذا من قبل!
"هذا شيء ليتعمله الفقراء!" قالت، "وأنا أريد أن أتعلم كيف أصنعها". قال المتشرد: هذا ما لا يجدر بك أكله، لأننا بهذا، سنكون عرضة للتسول!"، "ولكن المرأة إذا ارادت تعلم صنعها كان عليها فقط أن تراقبه"، هذا ما قاله المتشرد، واستمر في تحريك الحساء.
قرفصت المرأة على الأرض وكانت يداها تمسكان بركبتيها، وعيناها تتبعان المتشرد هو يحرك الحساء. "هذا المسمار بشكل عام يصنع حساءً جيداً، ولكن هناك احتمال أن يكون هذا الحساء خفيفاً، لأنني كنت أصنع الحساء طوال هذا الأسبوع بنفس المسمار". لو أن أحداً حصل على بعض من دقيق الشوفان المجروش ليضعه مع هذا الحساء، سيجعل هذا الحساء أفضل، ولكن المرء يمكن أن يصنع الحساء بدونه، حتى أنني لا يجدر بي التفكير بهذا"، وحرك الحساء مرة ثانية.
"حسناً، اعتقد أنني ربما أجد بعضاً من الدقيق في مكان ما"، قالت العجوز، وخرجت لتجلب بعضاً منه. بدأ المتشرد بوضع الدقيق في الحساء، وتابع تحريكه، وبقيت المرأة تحدق بالمتشرد تاره وبالحساء تاره أخرى حتى كادت عيناها أن تخرجان من مكانهما.
"هذا الحساء سيكون جيداً لو رافقه شيء آخر" قال وهو يضع ملء يديه دقيقاً في الحساء. لو كان لدينا بعض من اللحم المملح وبعض حبات من البطاطا لنضعها في الحساء، فسيناسب هذا الحساء مجموعة من الرجال الراقين، مهما كان مستواهم، ولكن المرء يستطيع أن يصنع الحساء بدونها، حتى أنني لايجدر بي التفكير بهذا". عندما فكرت المرأة العجوز بالأمر ملياً، اعتقدت أنها ربما تجد بعضاً من حبات البطاطا لديها، و قليلاً من اللحم أيضاً، فأعطتها للمتشرد، الذي استمر في التحريك، وجلست العجوز تحدق بقوة وثبات.
"هذا سيكون أفضل حساء في العالم"، قال المتشرد، "بالطبع سيكون"، ردت العجوز،" إنه كالخيال تماماً، كل هذا بمسمار فقط!" ثم فكرت "إنـه
التراث الشعبي العالمي

شخص رائع هذا المتشرد، إنه يستطيع أن يفعل ماهو أكثر من الإرتشاف من المشربة ثم قلبها، نعم، أنه يستطيع أكثر"!. قال المتشرد: "لو أن أحداً لديه بعضاً من الشعير وقطرات من الحليب، فإنه يستطيع أن يسأل الملك نفسه أن يتذوق بعضاً من هذا الحساء، لأن الملك نفسه يتناول هذا الحساء في كل أمسياته الميمونة، وأنا أعرف ذلك جيداً، لأنني كنت أعمل في خدمة طاهي الملك". "أوه، أن أطلب من الملك نفسه أن يتذوق هذا الحساء! لا، لن أجرؤ! تعجبت العجوز وهي تحرك يديها فوق ركبتيها. كانت مرتعبه من المتشرد وحجم اتصالاته و معارفه.
"ولكن المرء يستطيع أن يصنع الحساء بدونها، ربما لا يجدر بي التفكير بهذا"، قال المتشرد. ثم تذكرت العجوز أنه ربما يكون لديها بعض من الشعير، أما الحليب، فقد تذكرت أن إحدى بقراتها المفضلات، قد ولدت للتو، ثم ذهبت لتحضر الشعير والحليب. تابع المتشرد التحريك، واستمرت العجوز بالتحديق، تارة في المتشرد، وتارة اخرى في قدر الحساء. ثم أخرج المتشرد المسمار من الحساء، وقال للعجوز: "أصبح الحساء جاهزاً الآن، وسيكون لدينا عيد حقيقي". ثم أردف: "عادة ما يتناول الملك والملكة بعض قطرات من الشراب، وشطيره واحدة على الأقل، وبالطبع، هناك دائما شرشف على الطاولة التي يأكلان عليها"، ولكن يستطيع المرءأن يصنع الحساء بدونها، ربما لا يجدر بي التفكير بهذا". ولكن العجوز نفسها بدأت تشعر بالعظمة، وفكرت أنه إذا كانت بضع قطرات من الشراب وشرشف ستجعلها تأكل كما يأكل الملك، ربما سيكون من الجميل التصرف كملك وملكة، خاصة برفقة المتشرد. ثم توجهت مباشره إلى الدولاب، وتناولت من الدرج زجاجة من الشراب وكؤوساً وبعضاً من الزبدة والجبن، وبعضاً من اللحم المدخن ولحم العجل، حتى بدت الطاولة مزينة كأنها حقا معدة لبعض الضيوف. لم تحصل المرأة العجوز في حياتها على مثل هذه المأدبة، ولم تتذوق في حياتها مثل هذا الحساء، المعد فقط بمسمار!
كانت العجوز فرحة وسعيدة للغاية، فقد تعلمت كيف تصنع حساء بطريقة اقتصاديـة، ولم تعرف كيف يمكنها أن تشكر المتشرد الذي علمها

هذه الطريقة المفيدة. أكل المتشرد والمرأة العجوز وشربا، وأكلولا وشربا، حتى تعباً ونعساً. كان المتشرد على وشك أن ينام على الأرض، ففكرت العجوز: من المستحيل أن أجعل إنساناً عظيماً مثل هذا ينام على الأرض، يجب أن ينام على سرير.
لم يكن المتشرد بحاجة إلى كثير من الحاح العجوز، قال لها: "إن ذلك أقرب إلى أوقات أعياد الميلاد السعيدة، إن السعداء حقاً هم من يلتقون بأناس طيبين" قال ذلك، ثم استلقى على السرير ونام.
في الصباح التالي عندما استيقظ، كان أول ما تناوله هو قهوة وبعضاً من الشراب، وعندما هم بالخروج، أعطته المرأة قطعة نقدية لامعة، "شكراً، شكراً جزيلاً، لما علمتني إياه، الآن سأعيش في راحة ورخاء، فقد تعلمت كيف أصنع حساءً من مسمار"! رد المتشرد قائلاً: "حسناً، أنها ليست صعبة أبداً، ما دام لديك أشياء جيدة تضيفينها إليها"، قال المتشرد، ورحل في طريقه.
وقفت المرأة العجوز على الباب تحدق فيه وهو يبتعد، وفكرت: "مثل هؤلاء الناس لا تجدهم في كل مكان".

2. الرجل و المرأة اللذان تبادلا الأدوار
يحكى أنه في قديم الزمان، عاش رجل عجوز، يشبه أي رجل عجوز آخر. كان هذا الرجل يعمل في الغابة ويقطع الأخشاب، ويقوم بحرق الأخشاب لصنع الفحم، بينما تبقى زوجته في البيت، تغزل، تطبخ وتعتني بشؤون المنزل. و بهذه الطريقة، كانت أيامهما تمر يوما في إثر الآخر. لكن الرجل العجوز كان غالباً ما يشتكي أنه يعمل ويكدح ليعين نفسه وزوجته، بينما تبقى زوجته في البيت، تصنع المهلبية، تأكل وتستمتع بوقتها. ومع أن زوجته قد أخبرته أن هناك الكثير من العمل في المنزل، وأن الرجل العجوز لن يكون بإمكانه أن يأكل أو يلبس جيداً إذا هي لم تعتنِ بالمنزل، ألا أن الرجل العجوز لم يستمع إليها، فقد كان مقتنعا أنه هو لوحده من يحمل على كاهله كل المسؤولية والعبء.
التراث الشعبي العالمي
وفي يوم من الأيام، طال جدالهما عن المعتاد، فقالت المرأة لزوجها: حسنا، سيتم الأمر على طريقتك، غدا سنتبادل أعمالنا، أنا سأذهب إلى الغابة وأقطع الأشجار للموقد، وأنت ستبقى في البيت لتقوم بواجباتي المزعجة. يبدو أن هذا الاقتراح قد ناسب الرجل العجوز تماماً، فقال لزوجته: سأعتني جيدا بالمنزل، و لكن كيف ستنصرفين أنت في الغابة، هذه قصة أخرى!
وفي الصباح الباكر، قالت المرأة لزوجها: لا تنس أن تصنع الخبز، وتخض الحليب لصنع الزبدة، وتنتبه للبقرة، وتطبخ الخضار للعشاء. فكر الرجل: هذه كلها أشياء بسيطة! وهكذا، أخذت المرأة فأس زوجها وذهبت إلى الغابة، بينما بدأ الرجل بإشعال نار في الفرن وصنع العجين، وعندما ظن الرجل أن العجين أصبح جاهزاً، بدأ في خبزه. في الحقيقة، يصعب التنبؤ ما هو نوع الخبز الذي سيصنعه صديقنا العجوز، فقد نسي وضع الخميرة في العجين، ولم يقم بتنظيف الفرن من الرماد قبل أن يضع الأرغفة فيه.
اعتقد الرجل بأنه سيحسن القيام بعملية الخبز، وفكرة الخبز الطازج أيقظت شهيته. قال الرجل لنفسه: إن الخبز الطازج شيء جيد فعلاً، لكنه يكون أفضل مع اللحم المقدد. لذا فقد ذهب إلى غرفة المؤونة ليحضر آخر قطعة من اللحم المقدد، ولأن اللحم كان مملحاً، فكر صديقنا العجوز أنه سيكون من اللطيف أن يشرب شيئاً ما معه. لذا، وضع الرجل اللحم على أول درجات القبو، ونزل ليحضر شيئاً ليشربه.
وعندما كان يخرج سدادة برميل الجعة، جاء كلب فجأة وخطف قطعة اللحم المقدد. لم يرد العجوز بالتأكيد أن يخسر قطعة اللحم، لذا فقد قفز إلى الأعلى ولحق بالكلب، وبينما كان يلحق بالكلب اكتشف أنه ما زال يحمل بيده سدادة برميل الجعة معه، لذا فقد تخلى عن اللحاق بالكلب ورجع إلى البيت لكي يتمكن من إنقاذ بعض من الجعة المتبقية.
ولكن كان الوقت قد تأخر لينقذ أي شي، فقد كان البرميل قد فرغ وانسكبت كل الجعة منه، مما أثار حنق الرجـل، وكان مـا عزّاه هو أن

زوجته ربما ليست بحال أفضل منه في الغابة. على الأقل، وحتى مع عدم وجود اللحم المقدد أو الجعة، فإنه لا يزال هناك خبز طازج للأكل، ومع وجود الخبز، الحياة كاملة! هذا ما يقوله المثل!.
لكن إحساسه بالراحة تلاشى عندما دخل الكوخ ووجد أن الخبز قد احترق حتى أصبح فحماً، لم تكن هناك ولا قطعة صغيرة غير محترقة، لقد كان هذا سيئا للغاية!
ولْول الرجل وفكر قائلاً، لو أنني تركت المرأة في البيت! إذا كنت أنا لا أحسن العمل في البيت، فماذا تفعل هي في الغابة يا ترى؟ ربما هي الآن قد قطعت يديها ورجليها!
على أية حال، لم يكن هناك وقت كثير للتفكير، لأن الشمس كانت في منتصف السماء، وكان عليه أن يطبخ الخضار للعشاء. ولأجل طبخ الخضراوات فإن على المرء أن يكون لديه شيء أخضر، ولأنه لم يجد أي شيئ أخضر في البيت، فإنه أخذ سترة زوجته الخضراء، و قطعها إلى قطع صغيرة، ومن ثم وضعها في القدر.
ولكنه أدرك أنه لا يمكنه أن يطبخ الخضراوات بدون ماء، فالنبع كان بعيداً جداً عنه، وتذكر أيضاً أن عليه أن يخض الحليب لاستخراج الزبدة منه، كيف يمكنه أن يتدبر كل هذه الأمور معاً؟
فكر الرجل: إذا وضعت وعاء الحليب على ظهري، وأنا أركض باتجاه النبع، سيكون الحليب قد تحول إلى زبدة في الوقت الذي أعاود فيه الرجوع إلى البيت، وهذا ما فعله، ولكنه مع عجلته نسي أن يضع الغطاء على وعاء الحليب، وبينما هو ينحني ليجمع الماء في السطل، انسكبت الزبدة على كتفه ورأسه ونزلت في ماء النبع. فرجع الرجل إلى منزله ومعه ماء مخلوط بقشدة!
كان عليه الآن أن ينصرف إلى البقرة، وبما أنه يصعب عليه أن يكون خارج وداخل البيت معاً، لم يعرف حقيقة ما العمل! نظر الرجل إلى سقف الكوخ، فرأى عشباً أخضراً يلمـع في ضوء الشمس، لقد بدا لـه العشب
التراث الشعبي العالمي
كمرعى أخضر فوق الكوخ، لذا فقد ربط عنق البقرة بالحبل ورفعها إلى السقف بينما ربط طرف الحبل الآخر بقرب المدخنة.
شعر الرجل بأنه أفضل حالاً، فرجع إلى داخل الكوخ، وأمسك بالحبل المربوط إلى البقرة وربطه في خصره كي لا تهرب البقرة منه، وبدأ بالنفخ على النار تحت القدر، وبينما كان مشغولاً بالنفخ على النار، سقطت البقرة من السطح و سحبه الحبل المعلق برقبتها عبر المدخنة!
وفي تلك اللحظة بالذات، عادت المرأة إلى البيت، وربطة كبيرة من الخشب على ظهرها، فرأت البقرة معلقة بجوار حائط الكوخ، فركضت بكل ما استطاعت من سرعة وقطعت الحبل، وعندما دخلت إلى الكوخ، وجدت الرجل ملقى على الأرض، يغطيه الرماد، محروقاً ومختنقاً.
فليحفظنا الله! تعجبت المرأة وقالت: أهكذا كنت تدبر شؤون المنزل؟
لم يستطع الرجل أن ينبس بكلمة، فقط، صدرت منه التأوهات والأنين. لم يمض وقت طويل حتى اكتشفت المرأة كيف كان زوجها يدير شؤون المنزل، لقد ضاع اللحم المقدد، ونفدت الجعة، واحترق الخبز حتى تحول إلى فحم، كانت القشدة في النبع، وقد تقطعت سترتها إلى قطع صغيرة في قدر، كانت البقرة معلقة والكدمات والحروق تغطي زوجها.
يمكننا تخمين ما حدث بعد ذلك، فقد استطاعت المرأة أن تعتني بشؤون بيتها بهدوء وسلام بينما استمر الرجل بالذهاب إلى الغابة، ولم يسمعه أحد بعد ذلك يشتكي من حمله الثقيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق