على مر العصور , ظهر على الأرض أناس توقعوا نهاية العالم في تاريخ و زمن معين , و ربما تكون ضجة الألفية و ما رافقها من تنبؤات ليست ببعيدة عنا , فقد توقع الكثيرون ان تكون نهاية العالم عام 2000 للميلاد و قام العديد من الأشخاص و الجماعات بإيقاف جميع نشاطاتهم الحياتية و علاقاتهم الاجتماعية و اعتزلوا في الكنائس و الأديرة و الكهوف و الجبال بانتظار ساعة النهاية , لكن بدون جدوى فلا الأرض زلزلت و لا انفلق القمر !! , و قبل ذلك بقرون عديدة كانت هناك ضجة مماثلة في العالم الإسلامي وثق لها المؤرخون , حيث توقع الكثير من الناس نهاية العالم مع دخول غرة عام 1000 للهجرة , و لازم الكثير من الناس الجوامع و المساجد منتظرين النهاية بالصلاة و الاستغفار , و لكن مر العام و لم يحدث شيء.
و خلال تاريخ البشرية الطويل ظهر بين الحين و الأخر أشخاص ادعوا زمنا معينا لنهاية العالم , حصل بعضهم على الكثير من المريدين و الإتباع , و لبعضهم حكايات و طرائف , فأحدهم مثلا , ادعى يوما معينا لنهاية العالم و اخبر إتباعه بأنه المنجي و أن صحنا طائرا سيهبط من السماء لينقذهم , لكن مر التاريخ الموعود دون أن يحدث شيء فلا الصحن نزل و لا القيامة قامت و عندما رأى الدعي علامات الخيبة و الغضب على وجوه أتباعه اخبرهم بأن النهاية قد تأجلت إلى موعد آخر !! , و مثل هؤلاء كثيرون بعضهم دجالون و آخرون عن حسن نية وقعوا جميعا تحت تأثير المعتقدات التراثية و الدينية التي أجمعت على أن نهاية الكون آتية لا محالة و ذكرت جميعها يوم الحساب و أهوال القيامة و لكنها لم تحدد تاريخا دقيقا لحدوث ذلك.
و بعيدا عن التنبؤات و التكهنات فأن علماء الفلك و الفيزياء الكونية يتوقعون أيضا هذه النهاية التي قد تحدث لاصطدام كوكب او مذنب ما بكوكب الأرض او للنهاية الحتمية للشمس حالها حال بقية النجوم التي تنضب طاقتها بمرور الزمن و لكن هؤلاء العلماء , حالهم حال علماء الدين , لا يعلمون متى سيحدث هذا , ربما غدا او بعد سنة او بعد مليار سنة!! و هناك أيضا من يتوقع نهاية الأرض على يد الإنسان نتيجة للتلوث البيئي او لحرب نووية شاملة لا تبقي و لا تذر.
على العموم , الحديث في هذا الباب يطول , فنهاية الكون توقعها الكثيرون بدءا من الفراعنة و السومريون و مرورا بكل الحضارات حتى يوم الناس هذا , و قد تطرقنا لهذه المقدمة القصيرة لكي نهيئ القارئ لموضوع مقالتنا حول الضجة الجديدة و احدث صرخات يوم القيامة و التي تحددت هذه المرة في عام 2012 , و لك عزيزي القارئ أن تكتب الرقم 2012 في محرك البحث كوكل لترى كم كتب في هذا الموضوع , بل أن البعض كتب يقول بأن ناسا حددت رسميا تاريخ النهاية و على وجه الدقة في ديسمبر 2012!!
العراق مرة أخرى !! ما قصة اللوح السومري ؟
يبدو إن العراق يأبى إن يغادر واجهة الإحداث , لكن هذه المرة ليست بأسلحة الدمار الشامل و لا بالحرب على الإرهاب و إنما بلوح سومري قديم , تسببت إحدى النقوش المرسومة عليه بضجة و جدل بين علماء التاريخ و الفلك و اعتبره البعض دليلا على إن النهاية ستكون عام 2012.
(VA 243 ) كان لوحا سومريا عاديا يقبع في مخازن احد المتاحف في برلين , حاله في ذلك حال الآلاف من الألواح الطينية السومرية الموزعة على مختلف متاحف العالم , لكن احد العلماء المهتمين بالحضارة السومرية لاحظ عن طريق الصدفة , وجود نقش غريب على هذا اللوح يشبه نجما تحيط به إحدى عشر دائرة مختلفة الأحجام كأنها كواكب تدور في مداره , و قد استنتج إن النقش المحوري يمثل الشمس و إما الدوائر الصغيرة المحيطة به فهي كواكب المجموعة الشمسية , و بما أن عدد كواكب المجموعة الشمسية إضافة الى القمر الذي كان يعتبره القدماء كوكبا هو عشرة , إذن هناك كوكب إضافي أطلق عليه مؤيدو نضريه الكوكب الغامض اسم (Nibiru ) و ان هذا الكوكب هو الاخير في المجموعة الشمسية بعد بلوتو , و حسب مؤيدو هذه النضرية فأن هذا الكوكب له مدار شاذ يتداخل مع نظام المجموعة الشمسية لمرة واحدة كل 3600 عام و ان دورته القادمة ستحدث عام 2012 مما سيؤدي الى الكثير من المشاكل و الكوارث التي ستؤول الى نهاية العالم.
طبعا هناك الكثيرون من العلماء الذين لا يتفقون مع هذه النضرية و ينتقدوها بشدة , فالسومريون شأنهم شأن جميع الشعوب و الأمم القديمة لم يعرفوا من الكواكب إلا خمسة و هي الكواكب التي يمكن للإنسان رؤيتها بالعين المجردة أما الكواكب الاخرى فلم يكن للقدماء أي معرفة بها فكوكب بلوتو مثلا لم يتم اكتشافه الا عام 1930م . أضف لذلك إن صورة الشمس الموجودة في النقش تختلف عن صورة الشمس التي كان السومريون يرسمونها في الواحهم و نقوشهم و التي كانت تمثل احد آلهتهم. و رغم ذلك فأن هناك الكثير من الناس يؤمن بأن المرسوم على اللوح الطيني هو صورة للمجموعة الشمسية عمرها خمسة آلاف عام!! , يجادل بأن الحضارات القديمة كالفرعونية و السومرية و حضارات أمريكا الجنوبية تحتوي على الغاز محيرة عجز العلماء عن حلها حتى يوم الناس هذا.
كيف ستكون النهاية ؟
بحسب مؤيدو نضريه نهاية العالم عام 2012 فأن هناك عدة سيناريوهات للنهاية , لعل أشهرها و أكثرها رواجا هي :
1-ان كوكبا او مذنبا سيصطدم بالأرض فيقضي على معظم او كل أشكال الحياة عليها.
2-ان احد الثقوب السوداء الكونية سوف يبتلع الأرض و من عليها.
3-ان كميات كبيرة من أشعة كاما الناجمة عن انفجارات كونية عملاقة ستضرب الأرض و تقضي على كل أشكال الحياة فيها.
4-ان أقطاب الكرة الأرضية ستتغير مواقعها مما يؤدي الى حدوث عصر جليدي يقضي على معظم أشكال الحياة.
5-ان وباءا قاتلا سيصيب البشرية و يقضي عليها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق